وليد بن أحمد
تونس

أن تقرأ لوليد أحمد االفرشيشي شيئا من أشعاره المتوجة بجائزة قرطاج أمر جميل، وأن تقرأ قصصه الفائزة في الشارقة أمر أجمل، وأن تتابع مقالاته المثيرة على كل منبر أمر محمود أيضا، لكن الفوز بمقاطع من روايته القادمة صار كانتظار ليلة القدر. انعم بإغفاءة صغيرة فيطير الحلم كأن شيئا لم يكن. يحرص الروائي حرصا شديدا على مخاتلة القارئ قبل صدور الرواية أصلا. أنا من متابعيه المنتشين بنصوصه وقد دأبت على قراءة ومتابعة كل المقاطع من روايته المنتظرة التي يوردها للحظات على مواقع التواصل الاجتماعي.
"هل كان صادقا فيما فعل؟ هذا ليس مهما. المهمّ، أنّ "ك." فعل كلّ ما بوسعهِ ليحتمي بالجماعةِ، فبقي طوال عام ونصف مرابطا أمام مضاربهم كالكلب، لا يقبلونهُ ولا يطردونهُ، دون أن يدرك أنّهُم كانوا يتعاملون معهُ، كما يتعاملون مع كلب "رود فايلر" يدرّبونهُ على مهاجمة أزياء الطواغيت."
يحافظ وليد أحمد الفرشيشي على قدر من السرية المحببة فينشر مقاطع مثيرة من روايته القادمة، فينتشي بها متابعوه وقراءه على شبكة التواصل الاجتماعي ثم لا يلبث أن يمحوها، فيتركك في حيرة تتطور الى حسرة في لحظات لأنك لم تجد الوقت الكافي للتمعن في النص والاستمتاع به أو تكوين فكرة حوله والإدلاء بها في فضاء التعاليق، لكنك استياءك يمحى سريعا لتشرع في انتظار المقطع القادم الذي قد يجود به الروائي في ساعة غير منتظرة من النهار.
إرسال تعليق