عن دار مدارك، صدر للناقد والأكاديمي التونسي عبد الدائم السلامي كتاب "النص المعنّف. أن تقرأ وتحبّ ما تقرأ"، وقد لاقى الكتاب منذ صدوره صدى واستحسانا لدى القارئ العربي الذي احتفى به الكتاب وبوّأه مكانة عليا. وقد اخترنا لكم من الكتاب بعض الشذرات الآسرة:
"في كلّ نصٍّ جملةٌ واحدةٌ تأسِرُ القارئَ، وبقيةُ جُمَلِه لا تزيد عن كونها أدواتٍ لغويةً خادمةً لها، وراعيةً لدَلالتها".
"الرواية إنجاز إبداعي لقلة من الناس يستأهل الاحتفاء به من قبل شعوبهم؛ لأن كتابة رواية أو قصة أو قصيدة إنما هي شهادة على كوننا أحياء. النص الإبداعي يحميني من موت الإنساني فيّ، ويحميني من عنف الخارج، ويحميني من مجتنية وجودي ذاته، فأن أقرأ رواية، مثلا، يعني أن أعيش حياة لا أحاسب عليها يوم الحساب. أن أقرأ يعني بالضبط أن أحب، القراءة تمرين يومي على الحب مثما أن الحب هو تمرين دائم على القراءة.
"وما السعادة في الأرض إلا حادثة فرح نادرة ومكثفة" وصورتها أن أقرأ وأحب ما أقرأ في الآن ذاته" إن العاشق قارئ، وكل معشوق في الدنيا كتاب.
"القراءةُ حدثٌ ملحميٌّ يُنقِذُنا من الملل اليوميّ، بل هو فعلٌ إنسانيٌّ تمجِّدُ فيه الكتابةُ بطولتها فينا لنُمجِّد نحنُ بطولتنا فيها، وتُحفِّزنا لأن نكتُب أسطورةَ شكوكها وشكوكنا المتصارعة".
"القارئ عاشق خائن، خُلق ليكون خائناً يتنقّل بلا ندم أخلاقي من حب رواية إلى حب أخرى."
"تحتاج علاقة الكاتب باللّغة إلى الحُبّ لتعيشَ وليهيجَ بها الخيالُ، ولا أعني بالحبّ هنا ذاك الذي يُحْكَى باللّغة وإنّما أعني حُبّ اللّغةِ نفسِها، حيث كلّما أمْعَنَّا في حُبّها وداعبناها سمعنا منها وَحْوَحَةَ لذّةِ الحُبِّ!"
إرسال تعليق